لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا 

كثير من اليهود يعيشون بين الشعوب بطبيعتين إحداهما ظاهرية وهي اعتناق دين الشعب الذي يعيشون بين أفراده ظاهرياً والأخرى باطنية وهي إخلاص عميق لليهودية. و ينطبق هذا على الدونمة

الدونمة مجموعة من اليهود الأخفياء الذين عاشوا تحت حكم الامبراطورية العثمانية فاعتنقوا الاسلام ظاهرا و بقوا مخلصين لعقيدتهم. و معنى كلمة دونمة هو المتحولون. و المركز الأصلي للدونمة هو مدينة سالونيك اليونانية. و الدونمة في الأصل هم الشاباطيون أتباع شاباطاي دزيفي

في القرن 17 ظهر حاخام من يهود السافارديم مؤمن بالكابالا و ادعى أنه المسيح المخلص لليهود. و تزوج فتاة يهودية كانت تعمل بالبغاء في ايطاليا حتى يظهر لعامة اليهود بأنه فعلا نبي في محاكاة منه لقصة النبي هوشع الذي يقول العهد القديم بأنه أمر بالزواج من امرأة عاهرة. و في سنة 1665 أعلن علنا في كنيس يهودي بفلسطين بأنه مسيح اليهود المنتظر و اجتمع له عدد من الأتباع و لقبوه باسم أميراه أي الأمير أو السيد. و أصبحت له شهرة واسعة في أوروبا و بدأ بقلب طقوس اليهود رأسا على عقب حيث كان يحول يوم الصيام الى يوم احتفال و مأدبة و العكس صحيح. عندما رحل شاباطاي الى تركيا شك في أمره السلطان العثماني محمد الرابع و أمر باعتقاله و سجنه. بعد مدة من السجن خيره السلطان بين ثلاث اما أن يظهر الدليل على نبوته و ذلك بأن يعرض للرمي بالسهام فلا يمسه سوء أو أن يقتل أو أن يعتنق الاسلام

اختار المنافق شاباطاي دزيفي أسهل الأمور و هو اعتناق الاسلام. أعجب السلطان باسلامه فلقبه باسم محمد أفندي و عينه بوابا بأجر سخي. مباشرة بعد ذلك تحول الى الاسلام كل من زوجته و 300 أسرة من أتباعه فأصبحوا يعرفون باسم الدونمة. بدأ شاباطاي تارة يظهر أنه مسلم ملتزم و تارة أخرى يلتقي باليهود و ينسق معهم. وصل الخبر الى السلطان فادعى شاباطاي أنه انما يلتقي باليهود ليدعوهم الى الاسلام. فلما ضبط ذات مرة و هو يتلو مزامير داوود مع مجموعة من اليهود تم نفيه خارج تركيا حتى مات في احدى البلدات بالجبل الأسود

استمر الشاباطيون في الولاء لنبيهم المزعوم و التظاهر بالاسلام في تركيا و غيرها حتى أنهم كانوا يصومون في الظاهر ثم يصلون الصلوات اليهودية بالعبرية في الخفاء. و انقسم الشاباطيون بعد ذلك الى بضعة طوائف منها الطائفة اليعقوبية أتباع يعقوب كيريدو أخ احدى زوجات شاباطاي و الذي ادعى أن روح هذا الأخير حلت فيه و أدت هذه الانقسامات في القرن 18 الى ظهور مدعي نبوة آخر اعتنق المسيحية هذه المرة في الظاهر هو اليهودي جاكوب فرانك

جاكوب فرانك مؤمن بالكابالا عاش في القرن 18 و بدأ يدعو الناس الى تبني عكس ما جاءت به التوراة من وصايا حتى يرتقوا روحيا حيث تتلخص عقيدته كما يلي : كلما ارتكب اليهودي القبالي ذنوبا أكثر و قاد الآخرين الى الفساد الا و كان أكثر قربا من الرب

و بدأ بتنفيذ استراتيجيته الشيطانية فتظاهر باعتناق المسيحية حتى أصبح يعمل واعظا مسيحيا لدى ماريا تيريزا أرشيدوقة النمسا. و في المقابل تزوج من يهودية بلغارية اسمها شانا سنة 1752 و استعملها للايقاع بمئات الرجال لكي يقوي نفوذ طائفته. برز دور جاكوب فرانك كثيرا في أواسط و أواخر القرن 18 و هي الفترة التي شهدت ظهور عائلة روتشيلد كامبراطورية مالية و أيضا ظهور تنظيم المتنورين بقيادة آدم وايزهاوت فحدث تعاون ما بين هذا الأخير و جاكوب فرانك. حيث أسس الفرانكيون و اخترقوا عدة محافل ماسونية في ألمانيا و النمسا

حسب الأستاذ اليهودي غيرشوم شوليم فان جاكوب فرانك يعتبر أخطر شخصية في التاريخ اليهودي حيث كانت أفعاله شريرة و شخصيته مجرمة. كما يكشف الحاخام مارفن أنتيلمان في كتابه To eliminate the Opiate وجود علاقة واضحة بين العقيدة الفرانكية و عقيدة وايزهاوت و يبين بأن هدف الفرانكيين هو العمل سرا على جعل اليهود يسيطرون على العالم. في كتابه The Words of the Lord يدعي فرانك أنه نبي يهدي البشر الى الرقي روحيا و يعترف بأن القتل و الاغتصاب و زنا المحارم و شرب الدماء هي أفعال مقبولة بل و طقوس ضرورية من أجل الوصول الى درجة الألوهية. و قد كان فرانك و بعض اليهود المنحرفين من عبدة أحد الشياطين و اسمه شمائيل

و طقوس الدونمة هي خليط من الكابالا و الشاباطية و اليهودية التقليدية و الصوفية و هم يؤمنون بأن شاباطاي دزيفي أوتي التوراة الروحية الحقيقية التي تختلف عن التوراة العادية. و من طقوسهم و عباداتهم تبادل الزوجات. ففي سنة 1924 كشف أحد الدونمة و اسمه محمد قاراقاشزاده روشتو للصحيفة التركية فاكيت بأن الدونمة يمارسون تبادل الزوجات و أنهم أناس غير وطنيين

و كان الدونمة هم العمود الفقري لحركة تركيا الفتاة و جمعية الاتحاد و الترقي اللتان تآمرتا مع الغرب و الصهاينة لاسقاط الخلافة العثمانية. و اليهم ينتسب الماسوني المعادي للاسلام مصطفى كمال أتاتورك. و يقدر عددهم الآن في تركيا بأقل من 100 ألف شخص

الماسوني أتاتورك و اشارة اليد الخفية

و يعتقد أن تانسو تشيلر رئيسة وزراء تركيا من 1993 الى 1996 أصلها من يهود الدونمة. و في هذا الوقت كان رئيس البلاد هو الماسوني سليمان ديميريل

يقول الصهيوني البارز جواكيم برينز في كتابه Crypto-Jews

لقد بدوا (الدونمة) غالبا أكثر اتباعا للنبي محمد و أكثر عبادة للله من بقية المجتمع...العديد جدا من أعضاء تركيا الفتاة في المجلس الوزاري الثوري المشكل حديثا كانوا يصلون للله لكن نبيهم الحقيقي هو شاباطاي دزيفي مسيح ايزمير المنتظر

من أشهر الشاباطيين عائلة فيهل في التشيك و هم من أثرى اليهود في البلاد و أيضا الصهيوني لويس برانديس الذي كان قاضيا في المحكمة العليا الأمريكية و صديقا حميما للرئيس وودرو ويلسون و ساهم في انشاء البنك الاحتياطي الفيدرالي. و من أشهر الفرانكيين عائلة كريزينسكي في بولونيا التي تنحدر من يهودا لايب كريزا أحد الاصلاحيين اليهود في القرن 18

 

حقيقة المذبحة الأرمينية

الكثير من المسيحيين من الأرمن و غيرهم يعتقدون أن العثمانيين المسلمين هم من قاموا بابادة الأرمن سنة 1915. لكن في الحقيقة الذي قام بجرائم ضد الأقليات التي كانت تعيش داخل الدولة العثمانية و منهم الأرمن هم يهود الدونمة الذين قتلوا حوالي مليون شخص أرميني. ففي تلك الفترة لم يكن الخليفة العثماني و من معه من الأتراك الحقيقيين يحكمون بالفعل. الذي أعطى أوامر بقتل الأرمن و تهجيرهم هو وزير الداخلية طلعت باشا الذي هو من الدونمة و أستاذ أعظم للطقس الماسوني الاسكوتلندي في تركيا

الماسوني الدونمي طلعت باشا

تقول الكاتبة الفرنسية من أصل يوناني سافيتري ديفي في كتابها Memories and Reflections of an Aryan Woman

من المهم أن نذكر بأن الأعضاء الثلاثة الرئيسيين في حكومة تركيا الفتاة و هم أنور باشا و طلعت باشا و أسعد باشا كانوا من أصل يهودي

و الى جانب قتل الأرمن قام الدونمة بنفي عدد من المسيحيين اليونانيين خارج تركيا و قتل بعض الآشوريين أيضا. يبدو أن القيام بهذه المجازر كان هدفه تشويه صورة الاسلام و المسلمين و تشويه العثمانيين الشرفاء و التمهيد لتأسيس العلمانية في تركيا بعد توريطها في الحرب العالمية الأولى

يقول المؤرخ الفرنسي لوسيان كافرو دومارس في كتابه La Honte Sioniste

إن إبادة مليون ونصف مليون من نصارى الأناضول من الأرمن ظلت مثال الإبادة التي لا تغتفر وعارا يطعن إلي الأبد شرف النخبة الغربية الواقعة تحت سيطرة اليهود. ووفقاً لتقرير لبسيوس تم تحضير وتهيئة هذا التدمير الرهيب بصورة منظمه من سنة 1915 م على يد محفل سالونيكا، وبالتعاون مع بعض السفراء في اسطنبول أمثال الألماني فاغنهايم و الأمريكي مورغنثاو و كلاهما يهوديان ومن أساتذة الماسون العظام

المنظمات الصهيونية أصبحت الآن تتباكى على مأساة الأرمن و تروج لهذه المأساة في الغرب بعد أن قام بها أناس من أصول يهودية. فأصبحت بعض الدول الغربية تجرم انكار ابادة الأرمن تماما مثل الهولوكوست و هذه الدول هي سويسرا و اليونان و سلوفاكيا و فرنسا

في الثالث والعشرين من ديسمبر سنة 2011 م أصدرت الجمعية الوطنية الفرنسية وهي البرلمان الفرنسي تشريعاً يجرم إنكار وقوع إبادة جماعية للأرمن، ويقضي القانون بمعاقبة من ينكر إبادة الدولة العثمانية للأرمن بغرامة قدرها أربعمائة وخمسون ألف يورو و كان وراء هذا القرار الرئيس الفرنسي اليهودي نيكولا ساركوزي

inserted by FC2 system