لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا 

في فترة الحرب العالمية الثانية قام العلماء بتصميم جهاز يدعى التاتشيستوسكوب ويعمل هذا الجهاز – الذي يشبه جهاز العرض السينمائي – على إظهار صور بسرعات متفاوته لدراسة ردود أفعال الأشخاص خلال رؤيتهم لهذه الصور التي تعرض عليهم بسرعات مختلفة ،لكن الأمر الذي أدهش العلماء هو أن الأشخاص استطاعوا التعرف على الصور وتمييزها والتجاوب لها عندما تم عرضها عليهم بزمن خاطف لا يتجاوز 1/100 من الثانية -أي على شكل وميض- و تفاعلوا معها لاإرادياً. فكانت هذه التجارب منطلق ظهور فكرة الرسائل الخفية

الرسالة الخفية هي عبارة عن صورة مضمنة في مشهد ما أو كتابة أو صوت لا يلتقط بسهولة أو يمر بسرعة. فالرسالة الخفية لا يلتقطها العقل الواعي الذي تكون طاقته الاستعابية محدودة لكن يدركها العقل اللاواعي الذي لا يحتاج الى التركيز. مسألة الرسائل الخفية مسألة في غاية الخطورة لأن الرسالة الواضحة التي تدرك بسهولة يمكن مقاومتها أو انتقادها أو رفضها أما الرسالة الخفية فانها لا تمر عبر مصفاة العقل الواعي بل تصل مباشرة الى العقل الباطن الذي يتقبلها دون مقاومة خاصة مع التكرار كما يقال (الشيء اذا تكرر تقرر). و هنا مربط الفرس لأن الرسائل الخفية تستخدم غالبا كأسلحة شريرة

مثال لرسالة خفية غير شريرة - شعار طواف فرنسا للدراجات يتضمن أحرفا على شكل متسابق يقود دراجته

 تستخدم الرسائل الخفية في الاعلانات من أجل الترويج لمنتج معين حتى يدفع المستهلك دفعا الى الاقبال عليه. معظم الشركات العالمية تستخدم هاته الاستراتيجية في الدعاية لما تنتج. فالتحفيز المباشر لا يلقى تجاوبا عند كل الناس لكن باستعمال الرسائل الخفية يختلف الأمر. عادة ما تكون هذه الرسائل كلمات محببة الى النفس البشرية مثل مال أو جنس أو أوامر لطيفة تماما مثل وسوسة الشيطان للانسان مثلا اذا أردت كذا عليك بكذا

يقول الدكتور ليشنار في مقال له بعنوان Subliminal Advertising and Modern Day Brainwashing

ان الصناعة الاعلانية و هي صناعة بارزة و قوية تشتغل بالاعلان الخفي الخادع و معظمنا غير واعين به. عن طريق اختراق عقولنا اللاواعية باستخدام رسائل خفية يصل المعلنون الى الثغرات المحيطة بعقلنا الباطن و من ثم يتلاعبون و يتحكمون بنا بطرق مختلفة. تطور الاعلان الخفي منذ الأربعينات الى الآن حيث يمكنك أن تجد الرسائل الخفية في كل اعلان هام أو غلاف مجلة. ان التشريعات ضد المعلنين لم يكن لها أي مفعول في كبح جماح استخدام الرسائل الخفية

الصناعة الاعلانية و الدعائية أصلا احتراف يهودي. فأول شركة اعلانات و تسويق في العالم كانت هي الشركة الفرنسية Publicis التي أسسها اليهودي مارسيل بلوشتاين بلونشي. هذا الأخير هو من اخترع اعلانات الراديو في فرنسا و قدم المغنية الشهيرة اديث بياف الى الجمهور الفرنسي. و حاليا تملك معظم أسهم الشركة اليهودية اليزابيث بادينتر. كما كان لليهودي الأمريكي ألبرت لاسكر دور بارز في صياغة صناعة الاعلان و الدعاية الحديثة و استخدم مسلسلات الراديو في الاعلانات. أما اليهودي ارنست ديتشر فقد كان رائدا في تطبيق المفاهيم النفسية لفرويد على الاعلان و التسويق خلال القرن العشرين

و مبتكر أسلوب التسويق المباشر الذي يعتمد غالبا على ارسال بريد الكتروني أو رسائل نصية الى المستهلك دون الحاجة الى الاعلان في وسائل الاعلام هو اليهودي ليستر ووندرمان. ووندرمان هو أيضا مبتكر بطائق الاشتراك في المجلات

و مؤسسا ما يسمى بالعلاقات العامة (Public Relations) هما آيفي لي (1877-1934) و اليهودي ادوارد بيرنيز (1891-1995). أما آيفي فكان يعمل لصالح عائلة روكفلر حتى يلمع صورتها فحول جون روكفلر من بارون نفط شرير الى رجل أعمال خيرية محبوب جدا. و كان آيفي عضوا في مجلس العلاقات الخارجية و مستشار علاقات عامة لرجل الأبناك اليهودي أوتو كان و رجل صناعة السيارات الماسوني وولتر كرايسلر و يشتبه في عمله مع النظام النازي أيضا و هو صاحب فكرة البيان الصحفي. و أما بيرنيز فهو ابن أخت عالم النفس فرويد و هو الذي روج للتدخين بين النساء في العشرينات من القرن الماضي و سمى السجائر (مشاعل الحرية) فربط بينها و بين استقلالية النساء كما شجع على استعمال الأكواب البلاستيكية مدعيا أنها صحية. و لهذا وصف أحد قضاة المحكمة العليا الأمريكية كلا من آيفي و بيرنيز بأنهما مسممان محترفان للعقل العام و مستغلان للحماقة و العصبية و المصلحة الذاتية

أما مخترع الشكل الحديث من الاعلانات الذي يتجلى في اعلانات صغيرة و متكررة بكثرة عوض الاعلانات الأسبوعية أو السنوية في الصحف فهو الأمريكي ويليام مارتن آرميستيد (1873-1955) الذي كان يعمل لصالح شركة N. W. Ayer & Son أقدم شركة للاعلانات في الولايات المتحدة. و آرميستيد هو الذي عرض أول اعلان لشركة فورد في داخل الولايات المتحدة و هو صاحب أول حملة اعلانية لسجائر كامل (Camel) الشهيرة. و بحسب موسوعة ويكيبيديا فان آرميستيد كان ماسونيا من الدرجة 32 حيث كان عضوا في محفل تينيسي. و يشار الى أن روز تايلر جدة آرميستيد من ناحية والده هي ابنة عم للرئيس الأمريكي جون تايلر

آيفي لي (على اليمين) و ادوارد بيرنيز

اليهودي ويليام بيرنباش رائد الاعلانات و مؤسس وكالة دي دي بي احدى أكبر شبكات الاعلان في العالم. جل شركات الاعلان و الدعاية تعتمد على أفكار و أساليب بيرنباش للتأثير في الفئات المستهدفة

الماسوني جون واناميكر أحد رواد الاعلان و التسويق في العالم

اعلانات التيليفزيون للاستجابة المباشرة (DRTV) تقنية لترويج المنتجات أسسها اليهودي آلفن آيكوف

ان من وراء كل عمل أناس لهم رسالة معينة يريدون ايصالها الى الناس حتى يقتنعوا بها بأي طريقة و على هذا الأساس تستخدم الرسائل الخفية أيضا في الأفلام و الرسوم المتحركة و الموسيقى بغرض الترويج لأفكار شيطانية الحادية و تمييع الشباب و افساده. مثلا يعمد أصحاب الموسيقى الشيطانية الى تضمين موسيقاهم أصواتا غامضة أو رسائل لا تقرأ الا عند تشغيل الأغنية بالمقلوب مثل أنا أحب الشيطان. كما تكون الرسائل على شكل رموز و كلمات شيطانية كلها تدور حول الدم و الموت و الجنس...الخ

يقول عالم الاجتماع و الخبير في الموسيقى ثيودور أدورنو : التلفاز وسيلة سيطرة نفسية لا يتخيلها العقل

و يقول زعيم كنيسة الشيطان أنطون لافي : التلفاز هو المذبح الشيطاني للأسرة

و أصبحت الرسائل الخفية المتطورة توضع في خلفية الصورة بطريقة شفافة فقد أصبحت برامج الحاسوب مثل الفوتوشوب تسهل تصميم صور بهذا الشكل

شعار ماكدونالدز يبدو للوهلة الأولى على شكل حرف ام و لكنه في الحقيقة يمثل ثديي المرأة. ففي الستينات أرادت الشركة تغيير الشعار الا أن مستشارها عالم النفس لويس تشيسكين نصح المسؤولين بالابقاء على الشعار الشهير لما له من ايحاء جنسي
 
 
شعار شركة فيرجن الشهيرة يحتوي رسالة خفية هي كلمة جنس و الاسم أي العذراء و اللون الأحمر لهما أصلا ايحاءان جنسيان

 خلال الانتخابات الرئاسية في فرنسا سنة 1988 ظهرت صورة المرشح الماسوني ميتران على شكل رسالة خفية طوال اليوم في نشرات أخبار القناة الثانية الفرنسية و الهدف هو جعل الناخبين يميلون الى التصويت عليه
 

 

inserted by FC2 system