لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا 

خلال القرن 18 كانت الطبقة المسيطرة على الحكم في فرنسا تتكون من الملك و الكنيسة و النبلاء. الملك و الكنيسة كانوا أقرب للفقراء من النبلاء الذين كانوا يريدون الحفاظ على امتيازاتهم بل و توسيعها. لذلك كانوا في مواجهة دائمة مع الملك و الكنيسة

استغلت الطبقة البورجوازية الوضع للتمرد الا أنها بدلا من أن تواجه النبلاء و تطالب باصلاحات تحد من تجاوزاتهم قررت استهداف الملكية و الكاثوليكية معا من أجل القضاء عليهما مرة واحدة و الى الأبد. و بالفعل نجحت في التخطيط و التنفيذ لما يسمى بالثورة الفرنسية

لم تكن العائلة الملكية تعرف بخطورة الماسونية ففي رسالة كتبتها ماري أنطوانيت الى أختها ماري كريستين بتاريخ 27 فبراير 1781

أين هو الخطر ؟ لو كانت منظمة سرية سياسية لكان لدينا الحق في أن نحتاط. بالعكس فان سياسة الحكومة هي تركها تتوسع و هي ليست أكثر مما هي عليه في الحقيقة أي منظمة خيرية و ترفيهية...انها ليست اطلاقا منظمة ملاحدة لأنه قيل لي بأن الرب على جميع ألسنتهم و يقومون فيها بالكثير من العمل الخيري فيربى أطفال الأعضاء الفقراء أو المتوفين و تزوج بناتهم. و لا شيء في كل ذلك 

آدام وايزهاوت مؤسس تنظيم المتنورين عمل بقوة من خلال عضويته في محفل الشرق الأعظم الماسوني على التحضير للثورة الفرنسية. فبدأ المتنورون ينتشرون في الأراضي الفرنسية و من أبرزهم

الكاتب و الناشر كريسطوف بود الملقب بأميليوس و كان منتميا الى طقس الفرسان الماسوني و الرجل الثالث في منظمة المتنورين بألمانيا بعد وايزهاوت و البارون فون نيغه

كريسطوف بود - جون جاك روسو - ميرابو - كاليوسترو

المفكر السويسري الأصل جون جاك روسو و كان عضوا في منظمة المتنورين التابعة لوايزهاوت كما كان عضوا في منظمة سرية أخرى اسمها عصبة جنيف التي كانت بمثابة محفل ماسوني أصبح لاحقا جزءا من محفل الشرق الأعظم الفرنسي

يقول الأب بارويل عن روسو أنه كان يعتقد في وجود الاله تارة و ينكره تارة أخرى و يمجد في كتاباته الشرف و الفضيلة و في نفس الوقت يركع على ركبتيه أمام أي عاهرة

الكونت دو ميرابو و كان قيما في محفل الأصدقاء المتحدين و عضوا رئيسيا في منظمة المتنورين في ألمانيا وصفه كارل ماركس بأسد الثورة

قال عنه معاصر الثورة الفرنسية جون روبنسون

فلا مانع عنده أن يضحي في أى وقت بكل شئ من أجل أن يجد فرصة يظهر فيها بلاغته ومواهبه في الخطابة ويمارس بها ولعه بالهجاء والتبكيت لكن العقبة الكبرى أمام ارتقائه هى فساده وسوء أخلاقه فقد كان فاجرا ملحداً، منغمساً في الملذات والرذيلة، مجرداً من الشرف والفضيلة، لا يتوقف عن فعل أي شئ من أجل المال

اليهودي الايطالي جيوسيبي بالسامو المعروف باسم كاليوسطرو انتقل الى فرنسا بدعم من وايزهاوت متنكرا باسم الكونت أليساندرو كاليوسطرو. هو مشعوذ و لص نفي من فرنسا سنة 1786 بعد سرقته عقدا ثمينا لزوجة لويس السادس عشر ماري أنطوانيت. كان عضوا في متنوري وايزهاوت و الصليب الوردي بالاضافة الى أنه مؤسس طقس الماسونية المصرية

يقول جون روبنسون في كتابه Proofs of a Conspiracy

لاحظت بأن أكثر القياديين نشاطا في الثورة الفرنسية كانوا أعضاء في هاته الجمعية و قادوا تحركاتهم الأولى حسب مبادئها و بواسطة توجيهاتها و مساعدتها...و الجمعية التي كنت أتحدث عنها هي تنظيم المتنورين

بدأ هؤلاء و غيرهم بتعميم منشورات تحرض الناس على الثورة و تجعل من الملكة ماري أنطوانيت رمزا للشر المطلق في فرنسا و من الملك لويس السادس عشر طاغية متخلفا و عديم الرحمة. باعتراف مجلة لوبوان الأسبوعية الفرنسية فان القولة المنسوبة الى ماري أنطوانيت عندما قيل لها أن الشعب لا يجد الخبز فردت ليأكلوا الحلوى مجرد أكذوبة كبرى روجها الأديب الماسوني جون جاك روسو. الحقيقة أنها قالت ليأكلوا البطاطا ذلك أن البطاطا كانت متوفرة بشكل كبير في ذلك الوقت

حسب الكاتبة نيسطا ويبستر في كتابها World Revolution وصل عدد المحافل الماسونية في فرنسا قبيل اندلاع الثورة الى 282 محفلا سيطرت على 266 منها نخبة المتنورين. و من هذه المحافل 80 محفلا في باريس وحدها ذلك أنها قلب فرنسا النابض

في فاتح مارس 1789 أرسل الملازم نابوليون بونابارت ذو 19 سنة الى مدينة ديجون لايقاف أعمال الشغب الا أنه اختار الانحياز الى الثوار

في 14 يوليوز من نفس السنة تم تحريض الناس على اقتحام سجن الباستي الشهير بدعوى أنه كان يضم عددا من السجناء السياسيين بينما في الواقع ما وجد بداخله هو مجموعة صغيرة من المجرمين الذين كانوا يعاملون بطريقة جيدة. و تزعم المحرضين الماسوني كامي ديمولان و هو يصيح في الناس قائلا : ليسقط الباستي. قتل 83 من المهاجمين و جرح 73

تم اقتحام سجن الباستي لاحقا و في سبتمبر من نفس السنة تم انشاء المحاكم الثورية و بدأ تنفيذ ما يسمى بحكم الرعب عن طريق الاعدام العشوائي لأي شخص يشتبه في انتمائه للنظام. و كان من بين قضاة هذه المحاكم الماسوني الماركيز دو ساد المعروف بانحرافه الجنسي

من أجل جعل القتل أكثر نجاعة و أكثر ارهابا للناس بدأ الثوريون باعتماد المقصلة انطلاقا من أبريل 1792. و آلة قطع الرؤوس المخيفة هذه هي من اختراع الماسوني جوزيف غيوتين و صناعة الماسوني أنطوان لوي

ديدرو - فريديريك العظيم - فولتير - دالامبير

في 10 غشت 1792 تم الغاء الملكية و تنصيب جورج جاك دانتون الصعلوك وزيرا للعدل. أمر هذا الأخير باعتقال كل مشتبه به. الآن بدأ الانقلاب حتى على من عمل من أجل الثورة و أبرزهم الماسوني دوق أورليان المسمى فيليب المساواة الذي كان طامعا في الحكم ثم انسحب في النهاية من محفل الشرق الأعظم فتم اعدامه بالمقصلة

يقول جاك فرونسوا لوفران في كتابه Le Voile levé pour les curieux, ou le Secret de la Révolution révélé, à l’aide de la Franc-Maçonnerie

تمكن الدوق من جذب أعداد غفيرة و ادخالها في المحافل، وقد وجه الدوق انتباهه وجهده الرئيسي إلى الحرس الفرنسي فملأ المحافل بالعديد من أفراد الحرس الخاص ومن الضباط الصغار، إذ كان يغري الضباط والجنود للانضمام للماسونية بإغداق المال عليهم ومنحهم الامتيازت داخل فرقهم وتقديمهم في الترقي إلى الدرجات الأعلى، وفي كثير من الأحيان كان الضباط يقعون في المحافل تحت قيادة جنودهم باسم الأخوية والمساواة، وبذلك تمكن الدوق من إفساد فرق الحرس الفرنسي، وضمان أن أحداً منهم لن يطلق النار على الجماهير الغاضبة والزاحفة لأنهم يعلمون أن إخوانهم من الماسون بينهم ويرونهم في صفوفهم

و بالفعل اعترف دوق أورليان قبل وفاته بانفاق أكثر من مليون جنيه استرليني على افساد الحرس الفرنسي و ادخالهم في الماسونية. لاحظ أن كل شيء كان معدا مسبقا لقلب نظام الحكم و لم تكن الثورة صدفة و هذا ما اعترف به اليهودي الماسوني بينامين ديسرائيلي رئيس وزراء بريطانيا في كتابه Lord George Bentinck: A Political Biography ص 397

لا البرلمانات و لا الشعب و لا مجرى الطبيعة و الأحداث أطاح بعرش لويس فيليب...ان العرش فاجأته المنظمات السرية التي كانت مستعدة لاجتياح أوروبا

فالثورة الفرنسية لم تكن أبدا ثورة الشعب كما تؤكد ذلك المؤرخة الفرنسية ماريون سيغو

و هكذا تم قتل ما بين 600  ألف و مليون شخص في أنحاء فرنسا. و بروتوكولات المحاكم الثورية كشفت بأن نسبة النبلاء من القتلى كانت أقل من 10 في المئة و أن معظم الضحايا كانوا من الفلاحين و العمال البسطاء

بمجرد نجاح الثورة الفرنسية أعلن الحكام الجدد الحرب على الدول المجاورة النمسا و بلجيكا و هولندا و أجزاء من ألمانيا. الآن تحولت الثورة المزعومة الى امبريالية يقودها الماسوني نابوليون بونابارت

من الأهداف الحقيقية للثورة الفرنسية الدفاع عن اليهود فقد نشر الماسوني روبيسبيير و هو أحد أبطال الثورة الفرنسية كتابا سنة 1789 بعنوان (حماية الحقوق السياسية لليهود)

و هو الذي قال : ان ادعاء أن اليهود هم سبب كل ما ينزل بهم لما يفعلونه و يمارسونه شيء سخيف و مناف للعقل. ان كل الشرور و الرذائل تنسب لليهود و الحق أنها يجب أن تنسب الينا نحن لأننا السبب فيها بعدم عدالتنا معهم و انصافنا لهم

جاءت الثورة الفرنسية بشعار الحرية الا أن حكم الرعب و ما تلاه كان مدمرا لحقوق الانسان فقد تم منع العمال من أي مظاهرات و شرع هذا الحظر في 14 يونيو 1791

في 21 يناير 1793 قام الماسوني اليهودي شمشون و ابنه هنري باعدام الملك لويس السادس عشر فيما تم اعدام الملكة ماري أنطوانيت في 16 أكتوبر من نفس السنة. صرح الفيلسوف الهنغاري فيرينك فيهر في سنة 1989 بأن حكم الاعدام ضد لويس السادس عشر سياسي و ليس قضائي مؤكدا على أن الارهاب هو ما تم انتاجه في فرنسا و ليس الديمقراطية

الصعلوك دانتون نفسه سوف يعدم في 5 أبريل 1794 بالاضافة الى آخرين. نفس المصير سيلقاه روبيسبيير ذلك لأن ما يسمون بالثوار بدأوا يقتلون بعضهم البعض. فعلا تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى

من فلاسفة عصر الأنوار و هو قرن الشيطان قرن الثورة الفرنسية الأديب الماسوني ديدرو المعروف بتأليفه للموسوعة الفرنسية الشهيرة. الموسوعة المعروفة لم تكن عملا بريئا كما يظن معظم الناس بل كانت طعما يجذب الناس الى طلب الحرية و المساواة من أجل غاية رئيسية هي محو الأديان

يقول اليهودي الماسوني بابوس في القرن 19

الطريق الى الثورة مر بمرحلتين المرحلة الأولى هي الثورة العقلية التي تحققت بنشر الموسوعة بمعرفة الماسونية الفرنسية و المرحلة الثانية هي الثورة الخفية داخل المحافل

تقول الكاتبة و المؤرخة نيستا ويبستر في كتابها Secret Societies and Subversive Movements

الموسوعة كانت عملا ماسونيا خالصا و مدبرا هدفها نشر بذور الثورة و بث عقيدتها في الأذهان

ففكرة الموسوعة طرحها أول مرة الماسوني الفارس أندرو رامساي في محفل باريس الأعظم سنة 1737 حيث خطب قائلا

و من أجل ذلك فإن أخويتنا تطلب من كل واحد منكم أن يشارك بآرائه و أفكاره، أو بجهده وماله من أجل إنجاز عمل لا تستطيع أي أكاديمية أن تقوم به فهذه الأكاديميات لن تستطيع أن تنهض بعمل كهذا فيجب على الأساتذة العظام في ألمانيا وانجلترا وإيطاليا وغيرها من البلدان أن يحثوا كل المطلعين من الرجال وكل النابهين من أخويتنا في كل مجال، وأن يحشدوهم من أجل تقديم المواد والمعلومات اللازمة لإنشاء قاموس كوني لكل الفنون الحرة والعلوم المفيدة ما عدا الدين والسياسة

من أكبر الشخصيات الداعمة لموسوعة ديدرو فريدريك العظيم ملك بروسيا و الذي كان ماسونيا من الدرجة 33 و أسس أحد طقوس الماسونية و هو طقس الفرسان سنة 1751

فريدريك الذي كان صديقا مقربا من فولتير تقرب من ديدرو و شجعه على تأليف الموسوعة الشهيرة واعدا اياه بتمويل مشروعه و هذا ما حدث بالفعل. و من المعروف أن ملك بروسيا كان من أكبر الداعمين للمتنورين

الأب أوغيستين بارويل الذي كان عضوا في الماسونية الفرنسية خير شاهد على حقيقة الموسوعة الفرنسية. فقد كان ماسونيا ثم لما قامت الثورة و رأى واقعها المر و أن غايتها تدمير المسيحية و الدين بصفة عامة انسحب و أصبح من أشد خصوم المتنورين

يقول الأب بارويل : هدف الموسوعة هو ايجاد وعاء كبير لجمع كل ما أنتجه البشر من أفكار هدامة للدين في كل فروع المعرفة و ألوانها

كان ديدرو و مساعده دالامبير ذكيين بحيث يضعان مقالا بقلم أحد رجال الدين ثم يضيفان احالة تذهب بالقارئ الى نصوص تنقض محتوى المقالة بصفة مباشرة أو غير مباشرة

من أمثلة هذه الاحالات ورد ما يلي

كل المظاهر الطبيعية والبراهين العقلية تثبت أن الأبدية لا وجود لها فهى فكرة غامضة لا يستسيغها دارس الطبيعة ولا من يدرس ما وراء الطبيعة يجب التمهل عندما نقول إن الأجسام الحية لا يمكن أن تنتج من فساد أو تعفن، فهذا الخروج للحياة مما فسد وتعفن هو أحد المشاهدات اليومية، ومن هذه المشاهدات يذهب الملحدون إلى أن وجود الإله ليس ضروريا لخلق الإنسان ولا لخلق الحيوان

في رسالة موجهة الى فولتير مؤرخة بيوم 8 ديسمبر 1763 قال دالامبير

أنت تعلم أنه يوجد في برلين الآن أحد هؤلاء المختونين الذين ينتظرون جنة محمد و هو السلطان مصطفى فهل يمكنك أن تخاطب تلميذك أن ينتهز الفرصة و يفاتحه في أمر اعادة بناء هيكل أورشليم

الماسوني فولتير أرسل رسالة الى كاترينا ملكة روسيا في 6 يوليو 1771 قائلا

إذا كنت جلالتك على تواصل مع علي بك فأنا ألتمس منك معروفاً صغيرا، وهو أن تكاتبيه في شأن بناء هيكل أورشليم و اعادة اليهود إلى أرضهم المقدسة، وسوف يقدم له اليهود هدية عظيمة وينال بذلك شرفاً كبيرا ومجداً عظيما

فردت ملكة روسيا قائلة : لا يمكن أن أفاتحه في أمر كهذا فأنا أعلم أن السلطان لن يوافق عليه أبدا

و يشار الى أن الماسوني فولتير كان يؤمن بالفكرة التلمودية القائلة بأن مريم عليها السلام مارست الزنا مع أحد الجنود من الرومان. و قد كان يلقب المسيح بالأحمق و الأبله. كما شوه صورة الاسلام و الرسول عليه الصلاة و السلام في مسرحية له بعنوان Le Fanatisme ou Mahomet (التعصب أو النبي محمد). و من أقواله أيضا

ان البيض أرقى من هؤلاء الزنوج مثلما الزنوج أرقى من القرود...ان عرق الزنوج جنس من البشر مختلف عن جنسنا

ربما قد أضحي بحياتي اذا أمكنني الغاء مفهوم الاله الى الأبد

يقول كونراد غورينغر التنوير و الماسونية و المتنورون

المنظمات السرية و الصالونات و محافل الماسون و نوادي القراءة الخاصة ستصبح النقط المركزية لنشطاء التنوير المشاغبين و الفاسدين

الماسوني ماري جون هيرو دو سيشيل أحد المشاركين في الثورة الفرنسية. لاحظ اشارة اليد الخفية

بالاضافة الى تضليل الناس بالاشاعات و الأكاذيب و نشر الأفكار التنويرية بينهم عن طريق موسوعة ديدرو و غيرها كان من الأسباب الرئيسية لتدبير الثورة الفرنسية اغراق المملكة الفرنسية بالديون و اضعاف اقتصادها بتوريطها في دعم حرب الاستقلال الأمريكية حتى تضاعفت الديون 3 مرات خلال 15 سنة فقط من حكم لويس السادس عشر. طبعا المرابون اليهود هم من دفعوا بفرنسا الى هذه الوضعية حتى يسهل في النهاية اقناع عامة الناس بضرورة الثورة. فبيوت المال التي أغرقت فرنسا بالديون تمهيدا للثورة هي بنك غولدشميت و بنك بيرينغ و مؤسسة أبراهام غراديس و مؤسسة ايلياس غامبرز و بنك ويستمينستر. كلها بيوت مال يهودية خالصة

الجمعية التأسيسية التي تكونت على اثر الثورة الفرنسية كانت تضم  حوالي 1000 شخص على الأقل ثلثهم من الماسون. و هي الجمعية التي أصدرت حقوق الانسان و المواطن الشهير في 25 غشت 1789

اعلان حقوق الانسان هذا سيصبح فيما بعد ديباجة للدساتير الفرنسية و معظم دساتير أوروبا و العالم ثم نواة الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي تتبناه الأمم المتحدة منذ سنة 1948. و أصبحت مبادئه فوق الأديان كلها

اليهودي الفرنسي ريني كاسان أحد أبرز الشخصيات (ليس من بينهم مسلم !) التي صاغت الاعلان العالمي لحقوق الانسان

في أسفل النص الأصلي لوثيقة الاعلان نجد مكتوبا

هذه الوثيقة صاغها الماركيز دو لافاييت بمساعدة صديقه المبعوث الأمريكي في فرنسا طوماس جيفرسون

و طبعا لافاييت و جيفرسون كلاهما ماسونيان من الدرجة 33

و لهذا خطب الماسوني بون في محفل الشرق الأعظم الفرنسي بمناسبة ذكرى الثورة الفرنسية سنة 1904 قائلا

لقد أتم اخواننا الماسون العظام تطوير العقول و مهدوا لقدوم العهد الجديد فلما سقط الباستي كان للماسونية الشرف و الفخر أن تهب الانسانية ذلك الاعلان الخالد اعلان حقوق الانسان و المواطن

الخديعة الكبرى التي أتى بها هذا الاعلان هي أنه اشار للحريات و الحقوق دون أن يحدد مرجعها فهم بذلك يزيحون الاله كمصدر أول للقيم و يتركون أمرها نسبيا فيأخذها كل على هواه

في الاعلان كذلك انكار للسلطة الالهية و جعل السلطات كلها في يد الشعب أو الأمة. و بالتالي اذا اجتمعوا على باطل فان قرارهم صحيح دائما

الخديعة الثالثة هي أن القانون هو وحده ما يمكنه تقييد بعض الممارسات و المعاقبة عليها. طبعا القانون الذي يتحدثون عنه ليس الا من وضع البشر و يمكن لأي أحد منهم أن يضعه وفق هواه على عكس القانون الالهي الثابت و المستقر و الصالح لكل زمان و مكان. و طبعا هذه القوانين لا تضعها عامة الشعب بل تقررها نخبة معينة تنقصها غالبا المصداقية و هي النخبة المخترقة من الماسون أنفسهم 

ففي الاعلان تأليه واضح للانسان و هذا هو نتاج العقيدة الماسونية التي تؤمن بأن لا اله الا الانسان

و الثورة الفرنسية كانت ربحا كبير لليهود و لهذا يقول جورج باطو في كتابه Le problème juif

استفاد اليهود من كل الحركات الثورية في التاريخ منذ سقوط الامبراطورية الرومانية. ففي عصر النهضة حيث كانت الانتفاضات المستمرة قاموا باقراض المال للأمراء و التجار. أيضا في وقت الاصلاح الديني استفادوا من الانقسامات الدينية للترويج لمعتقداتهم. و من ثورة 1789 أتى تحرر اليهود في فرنسا و مناصرهم الرئيسي كان هو ميرابو

و اذا كانت الثورة الفرنسية قد أعطت اليهود انتصارهم السياسي الأول فان نابوليون قد أعطاهم الانتصار الثاني. فقد ازداد تغلغلهم في النظام الحاكم و توسعت امتيازاتهم

بعد الثورة الفرنسية انعقد و لأول مرة مجمع الكهنة المقدس اليهودي المسمى السانهدريم و ذلك لأول مرة منذ سنة 70 م. و انعقد برعاية حاكم فرنسا الماسوني من الدرجة 33 نابوليون بونابارت

بدأ كبير السانهدريم المجمع قائلا : الشكر للرب اله اسرائيل الذي وضع على عرش فرنسا و مملكة ايطاليا أميرا وفق مشيئته

من أهداف هذا المجمع العمل على توحيد يهود العالم حيث قال الحاخام سلومون ليبمان سيرفبير في كلمة له بهذا المجمع

فلنتوقف عن التمييز بين اليهود الألمان أو اليهود البرتغاليين..رغم أننا مشتتون على سطح الكرة الأرضية فاننا في كل مكان نشكل فحسب شعبا واحدا 

فيلسوف المتنورين هيغل و الذي أخذ فلسفته من الأفكار القبالية لليهودي اسحاق لوريا رأى في نابوليون روح العالم و مدح فيه قائلا

انه احساس رائع أن ترى مثل هذا الشخص..يصل الى وضع العالم تحت نفوذه و يسيطر عليه

آدام ميكيفيتش الذي يعتبر أعظم شاعر في تاريخ الأدب البولوني و الذي كان في نفس الوقت من أتباع جاكوب فرانك يعترف بأنه في أوائل القرن 19 كانت توجد في فرنسا عدة طوائف نصف يهودية و نصف مسيحية ترى في نابوليون المسيح المنتظر

في كتابه بعنوان White Terror, Black Soldiers يؤكد المؤرخ الكندي المسلم ديفيد ليفينغستون بأن دراسة جينية حديثة للحمض النووي لنابوليون تبين أنه من سلالة يهود السافارديم أي يهود الشرق و يرجح أن يكون أصله من يهود لبنان و نواحيها الذين انتقلوا الى ايطاليا و استقروا فيها. يذكر هنا أن قائد المدفعية في جيش نابوليون و هو الهولندي الأصل جورج ألكساندر ماتوزيفيكس كان ابنا لأحد كبار أتباع مدعي النبوة جاكوب فرانك

فخلاصة القول أن الثورة الفرنسية الماسونية كان الهدف منها تدمير المسيحية و اعلاء شأن اليهود تمهيدا للانتقال الى بلاد الاسلام من أجل تفكيكها و غرس اليهود فيها. و قد ورد في البروتوكول الثالث من بروتوكولات حكماء صهيون

تذكروا الثورة الفرنسية...فان أسرار التحضير لها معروفة لنا جيدا لأنها كانت كلها من صنع أيدينا

و في البروتوكول الأول : لقد حرّكنا الثورة الفرنسيّة، وجعلنا شعارها "الحرية والمساواة والإخاء" ليردّدها الناس كالببغاوات.. وهي كلمات تفتقد للاتفاق فيما بينها حتى ليناقض بعضها بعضا

لقد كانت هذه الثورة لعنة على البشرية فكما يقول الدكتور هنري ماكوف

الثورة الفرنسية كانت جزءا من مخطط بعيد المدى للمتنورين لاعادة تشكيل الانسان من أجل خدمتهم و خدمة الههم لوسيفر

مواضيع مرتبطة : أقوال تفضح الثورة الفرنسية - الماسونية في فرنسا

 

نصب تذكاري في ساحة الثورة ببلدة بلانياك تخليدا للثورة الفرنسية - لاحظ الهرم المكون من 13 طبقة بالضبط حيث العدد 13 من الأعداد المفضلة لدى الماسون 

صورة فنية تصور الماسوني الماركيز دو ساد أحد وجوه الثورة الفرنسية محاطا بالشياطين. و هو صاحب عدة أعمال أدبية ذات طابع اباحي مثل جوستين و الفلسفة في السرير

 

inserted by FC2 system